قيادي مؤتمري: خلافات السعودية والامارات أدت إلى منح الأولى لـ”داعش” صواريخ مضادة للطائرات اسقطت طائرة في عدن
يمنات – سبوتنيك
أجرت وكالة “سبوتنيك” مقابلة صحفية مع عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام في اليمن، عادل الشجاع.
سبوتنيك: التحالف الذي تقوده السعودية يشن غارات لأول مرة على تنظيم القاعدة في منطقة المكلا، في حين أن السعودية لم تمنع التنظيم من السيطرة على المنطقة. ما الذي يجري ولماذا هذا التحول؟
الشجاع: هناك خلافات بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تضغط في اتجاه المواجهة ضد القاعدة و”داعش” وحزب الإصلاح، ووصل الخلاف في الأيام الأخيرة إلى درجة أن السعودية منحت تنظيم “داعش” صواريخ مضادة للطائرات، والتي كانت سببا في إسقاط مقاتلة إمارتية في مدينة عدن، وهذه الخطوة هي ليست خطوة التحالف بل الإمارات العربية المتحدة، وهي نتاج هذا الخلاف.
سبوتنيك: هل تباركون هذه الخطوة؟
الشجاع: نحن لا نبارك هذه الخطوة، لأنها تدخل في الشأن اليمني، ولكننا نبارك أن تكون اليمن حاضرة مع المجتمع الدولي في محاربة الجماعات الإرهابية، اليمن وقعت مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمجتمع الدولي بوجه عام اتفاقية محاربة الإرهاب منذ التسعينيات، وحل الخلافات بين دول التحالف على حساب اليمن فهذا مرفوض.
سبوتنيك: الفترة الأخيرة نسمع عن نشاط مكثف للأمم المتحدة ومبعوث الأمم المتحدة، وحوارات مختلفة حول اليمن، هل من معلومات حول هذه النشاطات وحول دور الأمم المتحدة، وهل يمكن ن يتحسن بعد أن تقاعس دورها ليس في اليمن فقط بل في مسائل الشرق الأوسط ككل وليس في اليمن فقط؟
الشجاع: الحقيقة أن الأمم المتحدة بذلت جهدا كبيرا مع اليمن، ولكن الأمر بيد مجلس الأمن والدول الخمس الدائمة العضوية، وهي التي تعطي الضوء الأخضر للأمم المتحدة للقيام بدور إيجابي أو سلبي، اعتقد أن الأمين العام بان كي مون، لم يتعاطف مع أي أزمة كما تعاطف مع اليمن، والكثير من الخطابات كان فيها كثير من الألم على ما يجري في اليمن.
سبوتنيك: الخطابات لم تنفع اليمن واستمرت الانفجارات، ولم يؤخذ أي قرار دولي يتجه نحو إنقاذ اليمن من هذه الحرب؟
الشجاع: هذا صحيح كما قلت إن القرار بيد مجلس الأمن وليس بيد الأمم المتحدة، والمسئولية اليوم بيد مجلس الأمن وبالتحديد الولايات المتحدة، وعندما تتقارب الولايات المتحدة مع روسيا سيكون هناك حلا لكثير من أزمات الشرق الأوسط وليس اليمن فقط، الأمم المتحدة عاجزة عن اتخاذ قرار بسبب الولايات المتحدة التي لم ترغب بعد في حل الأزمة اليمنية، وللأسف الشديد تركوا الأزمة اليمنية كي يحققوا مصالحهم إقليميا ودوليا.
سبوتنيك: ثمة من يقول إن هناك توافق بين الرئيس السابق علي عبد الله صالح والسعودية من تحت الطاولة. ما تعليقك؟
الشجاع: في حقيقة الأمر الرئيس السابق علي عبد الله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام، لا يجري أي تفاوض مع السعودية، هو دعا إلى أن يكون الحوار بين السعودية واليمن بشكل مباشر، على اعتبار أن السعودية هي التي تخوض عدوانا على اليمن خارج إطار القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة، الرئيس صالح عرض عليه من السعودية أكثر من مرة حتى قبل العدوان أموال كثيرة وعرض عليه سلاح لخوض حرب أهلية ضد الحوثيين، الرجل يحمل مشروع الوحدة الوطنية وهو يدافع عن هذا المشروع ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتراجع عنه لأنه هو المشروع الوحيد المتبقي من المكاسب التي حققها على مدار 33 عاماً في اليمن، البنية التحتية دمرت لم يبق معه سوى مشروع الوحدة، لا يوجد أي حوار سري مع السعودية، وهناك منذ أكثر من شهر ونصف الشهر يجري حوار بين السعودية والحوثيين بواسطة الولايات المتحدة وسلطنة عمان، المؤتمر بارك هذا الحوار على أساس أن يكون هناك وقف للعدوان ويبارك أي خطوات تأتي في هذا الإطار.
سبوتنيك: ما هو التأثير السعودي على اليمن خلال المرحلة الحالية أو المرحلة القادمة؟
الشجاع: ليعرف العالم كله أن الشعب اليمني بكل أطيافه ضد العدوان السعودي على اليمن، وهناك مجموعة من المرتزقة ذهبوا إلى الرياض ولا يمثلون في الأساس إلا القلة القليلة، وأي حوار مع السعودية مع أي طرف يأتي في إطار الضوابط الوطنية ونحن نتفق وجماعة “أنصار الله” على هذا الأساس بأن الحوار يجب أن يكون في إطار الشروط التي لا يمكن التنازل عنها بأي حال من الأحوال، نحن ندعوا إلى وقف العدوان، وسحب القوات الغازية من الأراضي اليمنية، ورفع الحصار، ثم يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية مهمتها إعادة الأمن الاستقرار وإعادة الوضع الاقتصادي إلى طبيعته، ثم الذهاب إلى استرجاع الإرادة الشعبية من خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية. السعودية تحاول تحقيق مكسبا سياسيا لم تستطع تحقيقه على المستوى العسكري.
سبوتنيك: يجري المؤتمر الشعبي العام مشاورات مع روسيا من أجل إشراكها في عملية التسوية. كيف ترى الدور الروسي في هذه المرحلة والمرحلة القادمة، هل تطالبون فيه؟ هل تقبلوه؟ هل تروه متراجعاً؟
الشجاع: نحن في المؤتمر الشعبي العام نراهن على الدور الروسي، وعندما تمتد الجماعات المتطرفة فهي تستهدف روسيا، والعلاقات بين البلدين ليست نتاج للأزمة اليمنية بل هي نتاج لأكثر من 50 عاما، إذ كان لروسيا دور كبير في البنية التحتية، لذلك فإن المؤتمر الشعبي العام يقرأ الخارطة السياسية الدولية ويدرك أنه عندما يواجه الجماعة الإرهابية فإن روسيا هي الشريك الحقيقي والقوي والفاعل.
صحيح أنها محاصرة وغير قادرة على اتخاذ قرار، وهي تنطلق على أساس مصالحها لكنها في حال نظرت على المستوى البعيد، فإن المصلحة الحقيقية أن تقف جانب اليمن وأن تدعو لوقف العدوان على اليمن لأن المزيد من المساحة للجماعات الإرهابية التي تفر من سوريا، في اعتقادي أن روسيا ستكون الخاسر الأول في المعركة.
سبوتنيك: تقييمكم للوضع الميداني الحالي، وإلى أي مدى تسيطرون على الأرض؟